لقد كان الطين من زمن ليس ببعيد ، المادة الأساسية لتسوية أغلب المتطلبات الحياتية لسكان منطقة الزيبان .
فمن الطين تصنع الإثفية و القدر والطاجين و المدفأة و المحلاب ،
و بالطين يسد الثقب و الشق و الثلم. و به تصرف مياه الرَي و تسيّج البساتين و تقام السدود و تبنى الدور .
ليس هذا فحسب ، بل بلغ بهم الأمر إلى حد محاولة استغلاله في تسوية أعطال آلياتهم الميكانيكية ، عندما اقترح أحدهم على ابنه حين أبلغه بوجود شق بحوض محرك الشاحنة ، قائلا له بكل بساطة وعفوية : ( ساويلها طينة ) ،
مع أن سكان الزيبان قد استهجنوا الاقتراح و جعلوا منه مثلاً يضرب لكل عمل ترقيعي لا ترجى منه فائدة .
لكن آلا ترون معي بأن حكوماتنا المتعاقبة قد أخذته على محمل الجد ، إذ جعلت منه الحل السحري لتسوية كل مشاكلنا السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و التربوية ،......
فبالطين تؤسس الأحزاب ، و يجرى الانتخاب ، و يصنع للبرلمانات النواب .
و بالطين تقام المشاريع و تسيّر حركة الشراء والبيع ، و يقسّم الريع ،
و بالطين تطبع المقررات ، و تشيد الجامعات ، و يشغل أبناؤنا و البنات .
هذه سياسة حكوماتنا في الحاضر والذي فات، أتراها تتغير فيما هو آت ؟؟
بقلم عبد الوهاب طيباني